الثلاثاء، 15 يناير 2013

هل من سبيل إلى الكمال

                                   دوماً ما يشغل حيزاً من 

 
دوماً ما يشغل حيزاً من تفكيري وقدراً من كتاباتي وكلمات من رؤيتي ورسالتي و أهدافي وجانباً من حواراتي ومناقشاتي .. الكمال الإنساني .. الذي قد يحط من احتمالية تحقيقه النفر الكثير .. بأنه لا سبيل إلى هذا الكمال .. فالكل يُخطئ ويصيب .. والكل يؤخذ منه ويُرد إلا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه .. وكما هو شائع ( مافيش حد كامل ) و ( الكمال لله وحده ) وهذه خصوصاً خارجة عن موضوعنا .. فلست بصدد الحديث عن الكمال المطلق .. وإنما أقيدها بالإنساني .. البشري .. الذي قد حصله بالفعل بشر مثلنا تماماً .. ففي الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كمًل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام). أي أنهم بالفعل حصلوا الكمال الإنساني كما أن رسولنا الكريم لم يقفل باب الكمال لمن سيأتي في الأزمان التي من بعده .. وهذه في حد ذاتها نعمة لابد لكل عاقل أن يزاحم عليها وإن لم يستطع الوصول فكفى به شرف المحاولة .. وأنه لقي الله وهو ناوٍ على تحقيق هذا الكمال .. وأن الأجر سيكون أعظم في زماننا هذا الذي هو زمن القبض على الجمر .. فكل ما حولنا من ملهيات وقلة الصحبة الصالحة .. وصعوبة تحقيق المثالية في التعامل .. خصوصاً فى تعاملاتنا مع من هم ليسوا بملتزمين أو يستشعرون مراقبة الله فى معاملاتهم .. وحتى فى التعامل مع من نحسبهم على خير أصبحت في تعاملاتهم صعوبة وجفاف إلا من رحم الله .. فما سبق وغيره يجعل تحقيق المثالية والكمال في الصفات الإنسانية .. طلب صعب المنال .. ولا بد من المحاولة بالرقي بأنفسنا وأخلاقنا وصفاتنا وإن كانت وعرة .. والساعي إلى هذا الكمال يضع أمامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صلوات الله وسلامه عليه كان خلقه القرآن كما قالت عنه السيدة عائشة – رضى الله عنها .. كما أن الصحبة الصالحة عامل مهم فى الإرتقاء بالذات وحتى فى هذه الصحبة .. نبحث عن الخير فيهم ونقتدي به .. ونترك منهم التقصير .. كما أنوه عن أهمية طلب النصح ممن نرى فيهم الخير .. لأننا لن نرى كل ما بأنفسنا من عيوب ونحتاج إلي من ينظرون إلينا من الخارج .. ولا أنسى في هذا المقام .. التوبة ثم التوبة ثم التوبة .. هناك من يحاول ترك التقصير والسيء من الأخلاق ثم يعود لما كان عليه .. وإذ به يمل من المحاولة والوقوع .. فيترك ويستسلم لما كان عليه .. فإن الله لا يمل حتى نمل .. فتذكر أنها متوقفة عليك أنت إذا بدأت ومللت .. فأنا أمثل التوبة بغسيل الثياب .. هل منا أحد يمل ويقول كلما نظفت ثيابي أتسخ مرة أخرى فلن أعاود التنظيف !؟


والنقطة الأخيرة التي لابد من البداية بها .. هي الاستعانة والتوكل على الله .. فمن استعان به وتوكل عليه فلن يخذله .

أسأل الله أن ينفع بها .. وأن يجعلها خالصة لوجهه في ميزان الحسنات .. وأصلي و اسلم على أكمل الخلق صلوات الله وسلامه عليه

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق